Hebergeur d'image
Obtenir ce gadget

سيتم إلغاء المرسومين...فهنيئا مسبقا


كمن يضع صورة لقط وهو ينحني ثم يطالبك بأن تقول سبحان الله, سبحان الله على ماذا؟ حسنا عليك أن تكون عاطفيا مثل صاحب الصورة وتعتقد بأن هذا القط في حالة سجود لربه بينما هو يشمشم بحثا عن قوته.

مثل هذه الصور منتشر بشكل كثيف على كل المواقع...ومن مثلها نجد صور الطلبة الأساتذة وهم يتجمهرون في الرباط بشكل منظم ورائع, ومن باب الإعجاب والعاطفة الخرقاء عليك أن تقول: الله أكبر على ما يفعلون, ظنا منك أنهم يبحثون على الحقيقة, في حين أن المسألة تتعلق بتقليب مصدر العيش لا أقل ولا أكثر.

ولا شك أن الوزرة البيضاء التي يرتديها هؤلاء الطلبة تزيد المشهد تأدبا وإنجذابا وكأنهم في موسم الحج...ومن هذا الباب أسجل هذه الملاحظة: لا أفهم لماذا الإصرار على ارتداء الوزرة في جميع محطات النضال التي يخوضونها؟ تشهيت نشوف شي طالبة اولا طالب بدون وزرة...عندما يضهر الطالب في حوار مع التلفزيون فهو يرتدي الوزرة, وعندما يبدأ في السب والشتم وسط زملائه فهو يرتدي الوزرة, ورفقة عائلته يرتدي وزرة, وعندما يذهب إلى القطار ليتجه إلى الرباط يرتدي وزرة, وعندما يبعث بصورته رفقة الزملاء في الحافلة نجدهم ملتحفين بالوزرة...دائما الوزرة هي عنوان الحدث حتى أصبحت من المِؤمنين بإقتناع أن هؤلاء الطلبة يرقدون في أسرتهم وهم.. وهم.. وهم.. وهم يلبسون الوزرة!

الوزرة فوق الكيطمة, الوزرة فوق الجاكيطة, الوزرة فوق الجلابة, الوزرة مع السلهام, الوزرة مع السبرديلا...واواواو كاع هادشي حب في المهنة؟ فعلا خاصنا نقولو سبحان الله كما تطالبونا بذلك عندما تقذفونا بصوركم...

وهنا أتذكر أستاذا محترما جدا قرر المشاركة في التسابق للحصول على منصب الإدارة التربوية: مدير زعما...عندما حان دوره للمثول أمام لجنة الانتقاء كان صاحبنا جاهزا وكأنه ذاهب لحفلة تنكرية: بذلة زلقاء وقميص وربطة عنق... وعندما صفع اللجنة بمحياه الجميل بادروه هم بهذا السؤال: هل كنت ترتدي هذا اللباس وأنت في القسم؟ أجاب: لا..هل ستلبسها بشكل دائم عندما تصبح مديرا؟ أجاب: لا..لماذا تلبسها الآن؟ لم يستطع الإجابة على هذا السؤال وانتهت المقابلة...ولحسن حظ أستاذنا فقد حالفه التوفيق وقررت اللجنة أخيرا أن يعود للحفر في القسم!

انطلاقا من هذه القصة لا بد أن نسأل الطلبة المحترمين: هل ستتمسكون بهذه الوزرة أنتم تزاولون عملكم في الأقسام؟أشك...هل ستلبسونها عندما يتم القذف بكم في غياهب الجبال؟أنا متأكد...طبعا لا وألف لا!

وعلى ذكر الجبال ما أتمناه من هؤلاء الطلبة الذين أبهرونا بشجاعتهم أن يتحلوا بالجرأة الكافية ويمتعونا بنفس مشهد الاحتجاج عندما يبعثون للعمل في القمم العالية بدون مسكن ولا ماء ولا كهرباء ويطلب منهم أن يركبوا في الشاحنات رفقة الحمير والبغال...أتمنى ألا يكونوا جبناء مثلنا وخانعين مثلنا, فحينها فعلا سنقول لهم: الله أكبر على ما تفعلون لأنهم بذلك سيثبتون لكل مشكك مثلي أنهم فعلا يدافعون على الكرامة وليس من أجل الخبز.

لندخل الآن في عمق الموضوع الأهم وهو المرسومان...ولكي نتجنب السب والعراك عليكم أن تنسوا المقالات السابقة...فأنا ولله الحمد رجعت عن ردتي وثبت إلى رشدي وأصبحت من المتخندقين مع الرافضين لهذين المرسومين الكريهين...والسبب في تغير موقفي هو أني لم أجد مجالا لاستعمال العقل بعدما طغت العاطفة, فعندما ترى طالبة تناضل في الساحات ولا تجد استغناء على حمل رضيعها في ظهرها, لا يمكنك في هذه الحالة إلا أن تغير موقفك إلا إذا كنت حيوانا لا تجيد تقدير أحزان الناس التي لا شك هي أحزانك.

وعندما تجد إصرارا وشجاعة من أصحاب قضية مهما إختلفت معهم على تحليلها, لا يمكنك أمام هذا الإصرار وهذه الشجاعة وهذا الجلد إلا أن تلعن جميع مواقفك المعاكسة...رغم أنه يحز في نفسي أن أرى صديقا عزيزا يعاني البطالة القاتلة ويتحسر الآن ندما لأنه لم يشارك في مباراة الإلتحاق بمراكز التكوين, لأنه فكر بوضوح لم ينفعه الآن: بأنه بعد سنة من التكوين لن يستفيد من التوظيف.

لكن لا بأس فربما ينتظره ما هو أروع من هذه الوظيفة الصماء, كما أن الأروع ينتظر هؤلاء الطلبة لأنه فعلا سيتم إلغاء المرسومين...فهنيئا مسبقا


لقطة تربوية


هل أعجبك الموضوع ؟

هناك تعليق واحد :

  1. ليسو طلبة انهم اساتذة متدربون صحح مغالطتك من فضلك

    ردحذف

كافة الحقوق محفوظة 2014 © soufiane BENTAHRA