Hebergeur d'image
Obtenir ce gadget

الدخول المدرسي لهذه السنة سيكون دخولا غير مسبوق، وها علاش


           أيام قليلة ويحل موسم الدخولات، وكما في مواسم التنزيلات، فكل "الماركات" ستكون معروضة، ها الدخول المدرسي، ها الدخول الجامعي، ها الدخول الاجتماعي، ها الدخول السياسي، إلا الدخول الثقافي، فهذا بوابته دائما مسدودة، إذ يقال، والله أعلم، أن "الثقاف" قد أصاب المفتاح، فلم يعد يمكنه أن يدخل في القفل..

          لكن الذي يهم المغاربة أكثر من غيره هو الدخول المدرسي. ولعل الحمى التي تنتابهم وهم يترقبون موعد هذا الدخول هي نفسها التي جعلت صحافيا يكتب خبرا غير مسبوق تحت عنوان: "الدخول المدرسي على الأبواب"، فوحدها الحمى الثلاثية يمكن أن تجعل الدخول منفصلا عن الباب، بل ويقف أمامه متأهبا للطرق..

         ومن الصعب جدا ألا يكون قلق المغاربة بشأن الدخول المدرسي لهذه السنة أقوى منه في السنوات الماضية. فالوزير الوفا أولا خارج الصلاحية، وثانيا محبط، وثالثا قد يكون موتورا، ورابعا وخلاصة من غير الطبيعي التعويل عليه. وهذا وحده يعد كافيا للموت بالقلق، فأحرى لو أضيف إليه ما تعرفه جيوب المغاربة من كثرة المخرجات وقلة المدخولات وتمدد الأسعار..

يموت المغاربة قلقا في مثل هذا الوقت من كل سنة، لأنهم لم يعودوا يتوقعون الأفضل، إذ لطالما ظلوا يسمعون في كل سنة من يقول لهم إن دخول هذه السنة سيكون غير مسبوق، حتى اكتشفوا بالخبرة أن المقصود بالدخول غير المسبوق هو أن الدخول المدرسي يسبق زمنيا باقي الدخولات الأخرى، وبالتالي فالأول دائما غير مسبوق، بل هو السابق..

وقد جعلت هذه الميزة بالضبط، أي ميزة السبق التي يتمتع بها الدخول المدرسي عن باقي الدخولات، جعلت كثيرا من "الخارجين" يتساءلون عن السر في هذا التراتب بين الدخولات، لماذا يسبق الدخول المدرسي باقي الدخولات؟ ولماذا يتأخر الدخول السياسي بالضبط شهرا كاملا، مع أن السياسة هي التي تتحكم في كل شيء؟طبعا، "الخارجون" وحدهم يجدون الحاجة إلى طرح الأسئلة، أما "الداخلون" فيعرفون كل شيء، ومن ضمن ذلك أن الأفضل دائما ألا يدخل الناس إلى السياسة حتى يكونوا قد "دخلوا سوق رؤوسهم" بفعل معارك وتكاليف الدخولات الأخرى..والله أعلم..
                              
 
                                         المقال منقول عن موقع الهدهد كتبه صياد البلا

هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2014 © soufiane BENTAHRA